ثلاثة وستون عاماً في العذاب وَنَيِّفُوقلوب أمتنا الكبيرة توجفُ |
سكنت كهوف القاعدين بحسرةولها دموع في المآسي تذرفُ |
والريح هائجة الجوائح تزدريفينا المواقف بالخنوع وتعصفُ |
أتكون نكبتنا شعار حياتناو بها نعيش مع المصائب نرجفُ ؟! |
هانت علينا السابقات وما مضىبالعز في درب المعارك نزحفُ |
كنا وكنا في الزمان أعزةفينا فخارٌ في العلاء مشرفُ |
كنا الأوائل في الخلائق جيشنايرث البلاد مع الضياء ويخلفُ |
والخافق الخَفَّاق في أعلى العلافي جو آفاق الحياة يرفرفُ |
ونقيم فيها العدل هَلَّ هلالهبالكون يحكم في الأنام ويرأفُ |
وشريعة الرحمن نتبع نورهافيها الفضائل والشمائل تعرفُ |
وبسنة الهادي الشفيع (محمدٍ)نمشي ببستان الهداية نقطفُ |
حتى انتكسنا في الظلام جراحنامن فرط نكبتنا تئن وتنزفُ |
بالذل تهنا في البلايا ما لناحصن حصين في حماه تَلَطُّفُ |
فالكل يمعن في العذاب بأمةٍهانت وضاعت .. والضياع تخلفُ ! |
لما أتاها ويل نقمة غاصبلبني الأفاعي والقرود تَخَطَّفُوا |
أرضاً تسامت بالزمان وأينعتوثوت بحوزتهم تضج وَتَصْرِفُ |
تأبى الخضوع لغزو وغد ناهبٍوتبث شكواها لعينٍ تَطْرفُ |
نام الجميع فما أجاب نداءهاأحدٌ هناك بقلبه يتعطّفُ |
واستمرأ العُرْبُ الجدال فيا لهممن لاعبين عن الركاب تخلفوا |
كالغافل الحيران يسكر فَيْنَةًويفيق فينته القصيرة يعزفُ ! |
ويعيش في قصر مشيد فاخرمن كل أصناف المطاعم يغرفُ |
خلوا الجواري بالمراقص والهوىدعرا يلازمه السلوك المترفُ |
ما كان منهم في الحروب تَصَبُّرٌأو كان منهم في الرخاء تعففُ |
ورحاب أقصانا السليب بقبضةللغاصبين به البلايا تشطفُ |
وربوع (عكا) منذ باشا فخرنافي حصن (عكا) بالدهور يًُصَنَّفُ |
وجمال (حيفا) والجمال بها سرىمثل النسيم مع الرحيق يزفزفُ |
يا ويح قوم قد تنادوا بالرضابدويلة الأوباش فينا تعكفُ |
هذي مرابعنا .. (فلسطينٌ) لنامن نهر ضفتنا لبحر .. فاعرفوا !! |
ستعود مهما قد أساءوا وانحنىبعض الضعاف القاعدين وخرَّفوا |
ستزول (إسرائيل) مهما أمعنوافي المنكرات .. وأرضَ تين جفَّفوا |
ومزارع الزيتون فيها جيشهمبجميع آلات الدمار يجرِّفُ |
ستزول نكبتنا وإن مَرَّت بناتلك العقود بها الرزايا تسقفُ |
فبنا الإرادة والعزيمة بالهدىتهدي الذين مع الخطايا أسرفوا |
ستتوب أمتنا عن العجز الذيحاكوه ثوبا للكرام وزيفوا |
إني مررت على الحوادث أرتجيفيها ادِّكارا من حماه أصنفُ |
فقرأت تاريخ الزمان مسطرافيه الشعوب مع اصطبار تنصفُ |
وتنال بالأحرار كل حقوقهالَمَّا حشودهم الكثيفة صففوا |
يا أرض (قدس) و(الخليل) و(غزة)يا أرض مسرى (أحمدٍ) : ما أنصفوا ! |
إذ يتركونكِ بالقيود حبيسةقد أقلق الحسناءَ وغدٌ مقرفُ |
قد أزعج الفيحاء ظلم بَيِّنٌفيه اختلالٌ للعدالة مجحفُ |
قد أنَّت العصماء : جرحي نازفٌما جاءها يحنو الطبيبُ المسعفُ |
يا درة الأقطار قلة حيلتيشعري يواكبه الشعور المرهفُ |
أنت الحبيبة للقلوب قضيتيسأظل في كل المواقف أهتفُ |
هيا إليها بالشموخ أحبتيفلها بقلب المسلمين تلَهُّفُ |
كم ذا أنادي : يا كرامُ استيقظواثلاثة وستون عاما في العذاب ونَيِّفُ !! |
|